بودكاست "أجرمن عنهن" | أسمهان جبالي... عمليّة قيصريّة لا تُنْسى آلامها

استمع أيضاً على

في الحلقة واحدة والأربعين من بودكاست «أَجْرَمِنْ عَنْهِنْ»، ضيفتنا أسمهان جبالي.

وُلِدَتْ أسمهان قبل 43 عامًا لأبوين من سكّان طوباس في الضفّة الغربيّة، والداها انتقلا للعيش في بلدة الطيّبة في الأراضي المحتلّة عام 1948، قبل احتلال عام 1967، وهما يحملان الجنسيّة الفلسطينيّة. لم يحصل والداها على الجنسيّة الإسرائيليّة، وقد أنجبا ثلاثة أولاد وابنتين. لم تحصل هي وإخوتها الأربعة على الجنسيّة أيضًا، لكنّها درست في مدارس الطيّبة.

عندما بلغت 17 عامًا، أحبّت رجلًا من الطيّبة، كانت سنّه حينذاك 28 عامًا، وتزوّجا، وأنجبت منه 3 أبناء، هنا بدأت رحلة المعاناة، ما كان في انتظارها في الأعوام القادمة لم تتوقّعه. حملت في ابنها الأوّل، وإبّان موعد ولادتها اصطحبها زوجها إلى المستشفى؛ لأنّها عانت من أوجاع لا تُطاق. جلست على كرسيّ حديديّ في انتظار أن تدخل للفحص، لكنّ المستشفى طالب زوجها بشيك ضمان لأنّها لا تحمل الجنسيّة الإسرائيليّة. ذهب زوجها لتدبير الشيك بالمبلغ الضخم، اشتدّت آلامها وأُغْمِيَ عليها؛ ممّا أرغم الأطبّاء على إدخالها إلى غرفة العمليّات وإجراء عمليّة ولادة قيصريّة. ساعات من الألم والمعاناة والانتظار والإهانة لم تنسها، رغم مرور 26 عامًا على الواقعة.

رحلة صعبة قامت بها ببأس لتسجيل ابنها وحصوله على رقم هويّة أشهر من الأوراق والبيانات، واستشارة محامين والتنقّل بين مكاتب الداخليّة للتأمين الوطنيّ، وبعد سنوات استطاعت أن تحصل على رقم هويّة لابنها البكر.

جاء دورها في موضوع لمّ الشمل، لكن، للأسف، قانون لمّ الشمل تغيّر إبّان الانتفاضة الأولى، عاشت حياتها على تصاريح مؤقّتة لفترة ستّة أشهر أو سنة، التصاريح أيضًا تطلّبت منها الكثير من الجهد والعمل، وطَرق أبواب المكاتب الحكوميّة والبيروقراطيّة والإهانة والذلّ والعنصريّة، لكنّها بإصرار وعزيمة ثابرت.

حصلت بعد مشقّة سنوات على بطاقة هويّة مؤقّتة تتجدّد كلّ سنة. أمّا أنواع البطاقات فستحدّثنا أسمهان كثيرًا عنها؛ وعن الإجراءات المركّبة والمعقّدة للحصول عليها.

أسمهان قرّرت أن تترجم تجربتها الشخصيّة ومعاناتها لمساعدة عشرات آلاف العائلات الّتي تعاني من نفس المشكلة. قبل 17 عامًا، بدأت بالتطوّع في «مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب»، واليوم هي مركّزة مشروع لمّ الشمل في المركز. أسمهان تؤمن بالعطاء والتطوّع؛ لذلك أنشأت جمعيّة «حقّنا في العيش»، من خلال الجمعيّة ونشاطاتها تشجّع الجمهور على التطوّع والعطاء. وهي أيضًا الناطقة باسم «لجنة أولياء الأمور القطريّة». كلّ هذه الأدوار تعملها تطوّعًا؛ إيمانًا منها على قدرة الفرد في التأثير والتغيير. كما أنّها تعمل موجّهة مجموعات فلسطينيّين ويهود.

قصّة حياة أسمهان مزيج من الألم والأمل، تشعر بالضعف أحيانًا، وبالقوّة في أغلب الأحيان. ستحدّثنا طويلًا عن رحلتها المضنية، ونضالها المستميت لنيل حقوقها وحقوق أولادها، ونضالها من أجل عشرات آلاف العائلات الفلسطينيّة. حرب أسمهان حرب وجود، لا فقط حرب بقاء.

إعداد وتقديم: سهى عرّاف
تحرير وإنتاج: علي مواسي، عبد أبو شحادة، ديمة كبها.

للتواصل: fus7a@arab48.com
arraf.suha@gmail.com